وعاد الشتاء
عاد محملا بأمطاره
عاد محملا بأماني وبشرى من أفكاره
يبوح لكل ذي نهى عن أسراره
تبكي الارض دموع امطار
تغسل عيونها من همومها
تبعثر فوق الثرى حباتها
تقبل وتعانق ذرات بعد فراقها
ترطب بماسات جفافها
فتفوح مسكا طيبا يعطر أجوائها
تغريها بخيرات بعد جفائها
بأنامل عطاء دون منة عطائها
تعوضها عن شدة حرمانها
فلطالما أسمعت في الدجى صرخاتها
عطشى لعناق يهزج بين جنباتها
تروى بشلال من المنان ات لها
يشجعها بأمل قادم يبعث الحياة بها
يزهر فيها ربيع أخضر وليد جنباتها
لولا الشتاء ما رأت عيناه من ضيائها
يعود المطر دائما, مع حبي له, يراه البعض كئيب وأراه أنا سعيد. يراه البعض نذير شؤم وأراه فاتحة أمل
عندما ينزل اشعر بالسعادة والتعاسة معا, سعادة برؤيته, بقدرته على العودة مرة بعد أخرى دون كلل أو ملل, يا له من مثابر يعود كل سنة كما كان وأفضل, لا تهمه الشمس ولا القمر ليس يعنيه من يحبه ومن لا يعجبه قدومه. يعود بقوة وعزيمة كأن شيئا لم يكن. ليت الإنسان كذلك, ليته لا يتحطم أمام العقبات والصعوبات, لا احد منا يعود كما كان كالمطر
واشعر بتعاسة لخوفي من انتهاء المطر فينتهي الأمل معه, وتبقى الذكرى فقط. دائما ما يصور خريف العمر ولكن هل للعمر من شتاء. لست أدري فلم أسمعها من قبل ولكني لا أتصورها. ليت الشتاء يكون دائما البداية وليس النهاية