مبدأ التكآفل في الاسلام

مبدأ التكآفل في الاسلام

المجتمع الاسلامي يزخر بالقيم الاسلامية التي تشعر المسلم بالمسؤولية تجآه أخيه المسلم
lمن ذلك مبدأ التكافل الاجتماعي في الاسلام
التكافل الاجتماعي يحث المسلم على تحمل مسؤولية غيره بأن يحب له ما يحي لنفسه . ..
أن يكون الناس في توآدهم و ترآحمهم كمثل الجسد الواحد .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ،
ومن يسر على معسر ، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مسلما ،
ستره الله في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ،
ما كان العبد في عون أخيه كان العبد في عون أخيه ،رواه مسلم

و قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر)

التكافل الاجتماعي ليس تنظيما انسانيا فحسب ,
بل هو واجب ديني و هو نابع من الايمان و التوحيد و محآط بالمراقبة الالهية..
المجتمع المتكافل هو مجتمع متماسك في بناءه و وحدته
فكيف يتسنى للمسلم تطبيق مبدأ التكافل في مجتمعه؟

*البر و الاحسان
و هو التوسع في الطاعة و الاحسان

*الرحمة
فقد دعا الاسلام الى التراحم بين الناس فما أجمل المسلم عندما يلاقي أخاه المسلم و هو يحمل بين جنبي قلبه عطف و رحمة و بر .. فعن ابن مسعود رضي الله عنه،
عن النبي أنه قال: ((لن تؤمنوا حتى تراحموا))، قالوا: يا رسول الله، كلنا رحيم، قال:
((إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه، ولكنها رحمة العامة)) رواه الطبراني.

*الاخاء العام

*التضحية

*الايثار
و هو القيمة التي تأكد معنى الاخاء في الاسلام ..
فالايثار هو أن تحب لغيرك ما تحب لنفسك ..
أن تضحي بالشئ الثمين لديك في سبيل اسعاد غيرك ..
أن تعطي الشئ الذي أنت بحاجة له
يقول تعالى:
{ ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون } (الحشر:9)،

*المحبة
وهي أساس تعامل المسلمين مع بعضهم البعض لذا وجب علينا دوما أن نضعها نصب أعيننا فهو من علامات صدق الايمان.. عن أنس بن مالك رضي الله عنه ،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان:
أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار»([20]).
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي»([21]).
ومن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: «رجلان تحابا في الله»([22]).

*التناصر
و هذه القيمة لها أهمية كبيرة في حياة المسلم و الأمة
و بدون التناصر يتحول مجتمعنا الاسلامي الى معرض للهزيمة و مكشوفا أمام الاعداء
فسعي المسلم الى نصر الله من جهة و نصر أخيه المسلم من جهة أخرى يؤدي حتمًا إلى فوز المسلمين بكل خير، وظهورهم على عدوهم تحقيقًا لوعده : (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ) [الحـج:40].

*التعاون على البر و التقوى
كما أمرنا الله تعالى بذلك في قوله:[(وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)(المائدة:2).
و التعاون لا يقتصر على الأمور الدينية فحسب بل يشمل الأمور الدنيوية و الأمر بالخير و الدعوة الى فعله و لا يمكن تحقيق التعاون الا بائتلاف و تقارب القلوب و حسن الظن بالغير
هذه القيم الخلقية تعتبر أساسا متينا لانشاء قاعدة عتيدة من التكافل الاجتماعي
حيث تساهم في توجيه سلوك الفرد تجاه غيره ,
فمن يحفظ غيره و يرعى مصالحه حتما سيكون انسانا سويا قويما مخلصا تقيا.
تفريج الكرب ..
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ،
نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسّر على معسر ، يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مؤمنا ستره الله في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ،رواه مسلم
و من هنا نستشف وصية الرسول الكريم للمؤمنين جميعا بتفريج الكروب
فالحياة مليئة بالصعوبات و المشقات و هذا العمل يعتبر عظيما في نفوس الناس.

*ستر العيوب
فديننا الاسلامي الحنيف يدعو الى ستر العيوب و الزلات فـ افشاء العيب يجرح صاحبه و يسهل الطريق للفاحشة و الفساد
قال عليه الصلاة والسلام :
من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة . رواه البخاري ومسلم

وفي الحديث الآخر :"من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة"
و المقصود هنا ستر المعاصي و الآثام
*التيسير على المعسر
رسولنا الكريم هو خير مثال يحتذى به في هذا الشأن فهو يغيث الملهوف و يقدم العون ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا و الآخرة"

دور الأسرة في ترسيخ البعد التكافلي
من واجب الأسرة كوحدة تربوية أولى تنشئة أبناءها على القيم الاجتماعية الاسلامية
القائمة على مبادئ التضامن و التعاون المتبادل و ترسيخ مبدأ الأخذ و العطاء و ادراك الحق و الواجب.

عوائق نفسية

الحسد
وهو تمني زوال النعمة عن المحسود وإن لم يصر للحاسد مثلها
( عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا
ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ) رواه مسلم .
و هذا العائق له آثار سلبية على المجتمع حيث يرفع الخير و ينشر البغضاء و الكراهية بين الناس
( لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا )

الأنانية
و هي حب الانسان لنفسه و حب التملك و السيطرة فهو لا يهتم الا لشؤونه و لا يرى الا نفسه
فعن سهل بن مُعاذ ، عَن أَبيهِ معَاذ ؛
أَنَّهُ سأَلَ رَسول الله صلى الله عليه وسلم عَنْ أَفْضَلِ الإِيمَانِ ؟ قَالَ : أَفْضَلُ الإِيمَانِ : أَنْ تُحِبَّ ِللهِ ، وَتُبْغِضَ فِي اللهِ ، وَتُعْمِلَ لِسَانَكَ فِي ذِكْرِ اللهِ ، قَالَ : وَمَاذَا يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : وَأَنْ تُحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ ، وَتَكْرَهَ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ ، وَأَنْ تَقُولَ خَيْرًا ، أَوْ تَصْمُتَ. أخرجه أحمد 5/247(22481) .
سوء الظن
و هذا العائق متفشي بمجتمعنا الحالي حيث هناك البعض يغلب عليهم سوء الظن
الذي أطلقوا عليه فطنه و نباهة
يقول الله عز و جل
"وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتبِعُونَ إِلا الظن وَإِن الظن لَا يُغْنِي مِنَ الْحَق شَيْئا"
(النجم:28)[
التجسس..و تتبع الأخبار و نقلها و حرام ومنهيٌ عنه في القرآن الكريم قوله تعالى:
((ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً))

عوائق قوليه


الشتم
و هو عائق متفشي حاليا بين الناس
في الترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم]"ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفحاش ولا البذيء".
السخرية
و هي الحط من كرامة المأمن و قدره
قال تعالى
( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يَكُنَّ خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكونوا خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ) [الحجرات/11] .
التنابز بالألقاب
و هي أمور منهي عنها في الاسلام حيث تولد الكراهية و العداءات بين الناس
قال الله تبارك وتعالى:
{يّأيها اللذين ءامنوا لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوّا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فأولّئك هم الظالمون}
.ايه11 سورة الحجرات

عوائق اجتماعية

الجهل
فهو عائق يحول دون تقدم المجتمع و رقيه
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
< ومن سلك فيه علما سهل الله طريق إلى الجنة >
الفقر
فهناك من ينشر الرذيلة لجبر فقره حيث تنتشر السرقة و الزنا..

البطالة


عوائق مادية

السرقة
البخل ..
قال الله تعالى
: الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا




يمكن للتكافل أن يتجاوز العمل الفردي الى العمل الجماعي المشترك لتأسيس مجتمع متكامل متضامن
و أبواب الجهاد مفتوحة كاحداث جمعيات خيرية سليمة البنية و محددة الأهداف
و محكمة التنظيم .و هذه الجمعيات لها دور كبير في تنمية الشعور بالتعاضد الانساني لدى المساعد و الشعور بالطمأنينة و الراحة النفسية و الرضا لدى المستفيد

الاستقرار في المجتمع يولد الامن الجماعي و مبدأ الاستقرار لا يمكن أن يتحقق الا من خلال تعاطف المؤمنين مع بعضهم و اقتناعهم بأن خير الفرد حتما فيه خيرا للجماعة .
و ما تعاونهم لتحقيق خير ذلك الفرد الا سبيلا لتحقيق الأمن الجماعي و الطمأنينة..يقول الرسول صلى الله عليه و سلم ""مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى" رواه البخاري



يمكن تلخيصها في هذه الآية الكريمة

""واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا""

*الاحسان بالوالدين
*زيارة ذي القربى
*التصدق على اليتامى
*رعاية المساكين
*زيارة الجار
*مساعدة الصاحب بالجنب وقت الضيق
*تقديم المعونه لآبن السبيل
دعوة واضحة من القرآن الى التخفيف عن أعباء الغير و اعانتهم و مشاركتهم أفراحهم
و الكلمة الطيبة و كل ذلك يحقق السعادة لكلا الطرفين و بالتالي الصحة النفسية و توازن المجتمع الاسلامي.


نقطة أخيرة
يجب على المؤمن أن يبتغي بأعماله رضا الله عز و جل
باعتبار الصلة الوثيقة التي تربط الدنيا بالآخرة فالدنيا عمل و الأخرى جزاء
يقول ربنا جل في علاه ''
{وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَـاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَاء قِرِيناً }النساء38

قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر)

بارك الله فيك اخي علي موضوعك الرائع
وجزاك الله عنا خير الجزاء

باااااااارك الله فيك اخي وجعه في ميزان حسناتك

مشكووور كثيرر عالمووووضوع الاكثر من رااااائع سلمت يمناك
تقبل مروري

مشكورين على الردود

وبارك الله فيكم