قصة حقيقية - من هو الـمـلـك

بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني واخواتي الافاضل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسرني ان اقص عليكم قصة حقيقية
نعم انها حقيقة
حدثت منذ زمن ليس بالبعيد
وليس مهم تاريخها بقدر اهمية العبرة منها
فاقرأوا وانتم الحكم


والقصة انا من اطلق عليها اسماً يناسب إيقاعها

فقد اسميتها

مَن هو الملك ؟

---\------ البداية -------/---

انه احد الملوك الذين لهم اذان لا يسمعون بها
واعين لا يبصرون بها
وقلوب في صدورهم قد قست
فاصبحت كالحجارة او اشــد قــســـــوة

وهذا ما روى عن ملك جائر
متكبر سيئ الطباع
يأكل وحـده ويمنع رفـده ويضرب عبـده
فقد كان من اشر الناس

اسرد عليكم ما حدث معه في احدى الايام
إذ قام من نومه فزعا مغاضبا
عكر المزاج اكثر من عادته
ولم يكن بيوم من الايام رحيما برعيته التي استراعاه الله

فجمع فنادى ظالما نفسه قبل حاشيته
فاجتمعوا له

فطلب منهم ان يعدوا له اطيب الطعام
ففعلوا فأكل

ثم ان يحضروا له اجمل الثياب ليرتديها
ففعلوا فارتدى

وطلب منهم ان يعرضوا عليه احسن الجياد في اصطبله ليركبها
فعرضوا عليه الجياد الصافنات فظل يجول بينها حتى طاب له جواد بدى من اقوى الجياد في اصطبله
فاستحسنه وامتطى صهوته بعدما اعدوه واسرجوه له
وقال لهم بصوته المرتفع وبلسانه البذيء السليط

لا يـتـبـعـنـي مـنـكم احـد
يقصد حاشيته وحراسه ووزرائه ومرافقيه

وقصد بجواده اعالي الجبال حول مملكته التي رزقه الله مُلكَها
والله قادراً ان ينزعه ذلك الُملك متى اراد جل في علاه

وبعدما وصل بجواده قمة الجبل اخذ ينظر إلى البيوت والناس في مملكته من علو
وبإزدراء واستكبار واستعلاء كعادته وهو يجول اعالي الجبال
يسير الهوينة مختالا في مشيته بأقوى جياده
وماهي إلا خطوات بعد خطوات مرت به حتى رأى رجل شيخ استبانتْ فيه السن
وظهر عليه الشيبُ يرمقه بعينين سوداوتين محدقتين في وجهه
فتعجب الملك من وجود شيخ كبير السن من رعيته في الجبل المرتفع
وقال في نفسه متسائلاً
كيف وصل هذا الشيخ فوق الجبل الاشم بدون دابة يركبها

وبعد تدبر للحظات في نفس الملك لأمر وحال الشيخ
وكز الملك جواده ليكمل طريقه في رحلة الاستكبار التي قصدها

فما كان من الشيخ إلا ان اعترض للملك مستوقفا إياه قائلا له

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
.
.
فلم يرد الملِك السلام وهذا غير مستغرب من استكباره فهو ملك لا يعرف وجوب احترام الناس ورد التحية بأفضل منها
ولم يتعود على احترام من دونه وبالاخص افراد رعيته

فكرر الشيخ إلقاء السلام ثانية وثالثة
ولم يجد رد من الملك



فخلص الملك نجيا لإكمال رحلته غير ملقي للشيخ بالاً
واكزا جواده ثانيةً حاثاً إياه للمسير

وهنا مفاجأة

اقترب الشيخ من الجواد واخذ بلجامه وثبته في ارضه
فتجمد الجواد في مكانه متسمرا وهو من اقوى الجياد في اصطبله كما اسلفنا

فتعجب الملك ودب الرعب في قلبه من قوة هذا الشيخ الغير متوقعه على الإطلاق ونظراته المرعبه المحدقه في وجهه

فقال الملك للشيخ سائلا إياه
بصوت غاضب في ما بدى مرتعد في ما خفى

ماذا عندك - - - ماذا تريد


فقال له الشيخ إن لي فـيـك حـاجـــــة

فقال الملك و ما هي

فقال الشيخ

اُدنُـو

فذلك ســر


فحنى الملك رأسه دانياً من الشيخ ليسمعه مرغما مرتعبا منه وهو يرتجف
وهو الذي لم يتعود احناء رأسه لأحد ولا حتى لله


فقال له الشيخ
بصوت ليس بصوت كبار السن

بل بصوت اشبه بـمـزمــار من مزامـيــر نبي الله داوود عليه السلام

-
-
-
-
-
-
-

أنـــا مَـلَـكَ المـــوت

-
-
-
-
-
-

فأرتعد الملك وارتبط لسانه وضاقت به سفوح الجبال بما رحبت
وشُل عن الحركة وعن الكلام لا يعلم ما يجيب

وبعد انتظار قليل من مَلَكَ الموت للملِك الذي لا زال يبتلع الصدمه

قال الملكُ لمَلَكَ الموت بصوت مرتجف ذليل لم يعرف الخوف والذلة من قبل

لي حاجة هل تمهلني لقضائها

فقال له مَلَكَ الموت بصوت مرتفع
ملأ صـــداه الافـــــاق



لا
لا
لا
لا



فقبض روحه فخر عن جواده كالخشبه

مسودا وجهه وهو كظيم
ليس عليه من صفات الملوك غير الثوب الذي إرتداه

-------
ولا اعلم اذا كانت السباع والكلاب قد نهشته ام لا
فليس لمثل هؤلاء المستكبرين عند الله من كرامه
فقد قال تعالى وانذر ومن اصدق من الله قيلا
لا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة من كبر

----------------------


ثم توجه ملك الموت وبنفس الثياب والهيئة التي كان عليها
لمهمة آُخرى وكانت لرجل آخر كبير في السن وقور ذاكرا حامدا شاكرا الكريم الحليم المنعم على نعمه التي لا تحصى
وكان يسعى في قطعة أرض حول بيته الصغير قد زرع فيها طعامه
يتفقد تلك النبيتات
حامدا الله على ما رزقه فيها من رزقا طيبا ارضاه به

فأقبل مَلَكَ الموت عليه وهو على حالته تلك

فقال له


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


فقال الرجل الكبير في السن
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وغفرانه


فقال مَلَكَ الموت
( وبدون مقدمات وعلى الفور )



أنا مَلَكَ الموت



فقال الرجل الكبير في السن


والله انها لأسعد لحظة عندي وهي لقاء وجه ربي
اهــــلا بـمــــلـك الـمــــــوت


فقال مَلَكَ الموت للرجل الكبير الوقور


هل لك حاجة لتقضيها ثم اعود إليك فأقبض روحك


هنا الرجل الكبير في السن لم يفرح
وذلك لعلمه بأنهم لايستقدمون ساعة ولا يستأخرون
ولكن هيئة من قال انه مَلَكَ الموت لا تبدو كهيئة كاذب
(وحاشا لله ان يكون)

فسأل الرجل الكبير في السن مَلَكَ الموت مستفسرا مستعلما لا مكذبا

وهل لك على ذلك قوة
( اي هل تستطيع ان تمهلني )


وهنا المفاجأة الكبرى


والكرامه والهبة والمنة من الله على عباده الصالحين

فقد قال مَلَكَ الموت للرجل وهو يقسم له


-
-
-
-
-
-

والله كــــذلـك أُمِـــرتْ

-


ففاضت اعين الرجل الوقور بالدمع وهو يقول

الحمد لله رب العالمين
اذ من علي بذلك

نعم لي حاجة
هل امهلتني لأتوضأ فأصلي ركعتين حمدا وشكرا لله


فقال له مَلَكَ الموت


لك ذلك فافـعـــل ثـم اعــــود إليك



فتوضأ الرجل واحسن الوضوء
وكَبّرَ مستقبلا يصلي ويقرأ ويبكي
يركع ويبكي من خشية الله يسجد يحمد الله ويبكي
فرحا بإقتراب موعد طال انتظاره وهو لقاء وجه ربه

وفي الركعة الثانية وهو ساجد

اتاه مَلَكَ الموت و قبض روحه

فخرجت روحـه الطاهـرة كالقـطـرة مـن فـيــه الســقـــاء



وقد اكرمه الله بحسن الخاتمه

وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا

والحمد لله رب العالمين



-------\/-------




إنها حسن او سوء الخاتمه يا اخواني واخواتي في الله
فكيف تريدون خاتمتكم ان تكون

وملك الموت لا يأتي إلا في وقته وفجأة
وقد صدق الله اذ قال لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون
ولكنها يا رعاكم الله ما هي إلا كرامات من الله بأن بعث مَلَكَ الموت للرجل الكبير في السن
قبل موعد موته بدقائق ليحسن خاتمته ساجداً لله
ليأتي في يوم الحشر وهو على هيئته التي قُبِضَ عليها

-
-
-
-
كتبت لكم ما قرأتم واستغفر الله لي ولكم
---- او كما قالوا ---- والله اعلم ----


وادعوا الله لكم ان لايجعل الدنيا اكبر همكم ولا مبلغ علكم

فاسعوا يا رعاكُم الله للفوز بليلة القدر التي باتت على الابواب

وهي خيرٌ من ألف شهر
اذ تنزل الملائكته والروح فـيـهــــــــا



------------------------


سؤال لكم ؟

لقد امر الملِكُ المَلَكَ بقبض روح المَلـِكِ فمن الملك ؟؟؟؟

اذا عرفتم الجواب

فأطيعوا الله ورسوله يحببكم الله
ولكم حياة طيبة في الدنيا
وفي الآخــرة الفوز العـظـيـم


قال تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم

مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً

وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ


النحل ٩٧

فالله قد أقسم وأكد بأنه سيحييه
وكما قرأتم
لم يستثني
فقد قال وقوله الحق

ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى


صدق الله ومن أصدق من الله قيلا

هل تعلم ؟
وهل تعلمي ؟
بأن صفاتكم مذكورة في القرآن الكريم
بشرط سيركم علـي الصراط المستقيم

ولنختتم بِمسكْ إقرأوا يا حفظكم الله هذا الدليل على انكم مذكورين بقوله تعالى


بسم الله الرحمن الرحيم

إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ

وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ

وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ

وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ

وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ

وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ

أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً

الاحزاب آية ٣٥
-
-
-
-



استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه

الاخوة والاخوات الاعضاء
الزوار الكرام المحلقين في سماء المنتدى

لا تنسوني من الـدعــاء

ولـكــم عـنـــد الله مـثـلُـه

سلمت يداكي على مواضيعك