سنينٌ خلتْ
و نحن نشكو الجراحَ
نشكو مآسينا
نتذكر أيامًا تضحكنا
و أيامًا تقتلنا
نتذكر لحظاتٍ تفرحنا
و أُخَرَ تدمينا
نلومُ الحياة َ
و كيفَ أنها إلى الآلامِ ترمينا
نسبُّ حظًا
ذاكَ الخبيثُ الذي ما انفكَّ يعادينا
نلعنُ الزمنَ مئةَ مرةٍ
كأنه سببُ همومنا
و نشتمه ألفَ مرةٍ
لأن عذابــَهُ يصلينا
لحظة ًيا زمنْ
عفا عنا ربنا
فقد عَلِمْتُ مؤخرً ا
ما أنتَ وغدٌ و لا عبدٌ
عفوا سيدي
أنتَ ملاكٌ
العيبُ فينا
فما زلنا جاهلينا ..!
لم تكنْ حكمةً يا زمنْ
أن تعاملنا طويلا
أنتَ خيرٌ منا
نحنُ أشلاءُ خلق ٍمُلِئَتْ سذاجةً
تنتظرُ فقط مأتماً
لتنطلق فيه صراخًا و عويلا
لا تحاول يومًا اصلاحنا
نحنُ هكذا عشنا
لن تجد لهدايتنا سبيلا
عجبـًا لنا أولًـا و آخرًا
هل اجتماعُنا و القناعةَ باتَ مستحيلا
وعاءٌ مثقوبٌ يُمْلــَأُ طمعًا
يزدادُ عمقًا يزدادُ كراهةً
ان صادفه مرة ًبعضُ أملٍ
هجره مسرعًا
و اعتبره كعادته ضيفًا ثقيلا
سحقًا لنا
ألسنا نشبعُ دمًا و لحما
أهكذا صارَ المرءُ لماله عبدًا ذليلا
أهكذا صارَ لجشعه سفاحًا عليلا
بربكم أجيبوني
ما معنى حياتنا
هل أجد عندكم لأفعالنا تأويلا ..!
عذرًا يا زمنْ
لسنا أهلاً بك
و لستَ أخطأ ْت أبدًا
فنحن هنا المخطئونْ
عذرًا على قبحنا
سامحنا على أفعالنا
و ما سببناه لك من ضيقٍ و شجونْ
لو أننا طيبونَ حقًا
لما مُلِئَتْ بالعبيدِ السجونْ
لو أننا نستحق مياهًا
أو ترابـــًا
أو شوكًا بلا غصونْ
لما ارتكبنا آثامًا
تدمي القلوبَ
تبكي العيونْ
نبقى أشقياءً
و تبقى الأبَ الحنونْ
لا تعبأ بنا
قد قادنا الزللُ
ساسنا الحيفُ و الجنونْ
سَفَكْنــَا الدماءَ
خُنـــَّا الأمانةَ
مَلـــَأْنـــَا الأرضَ بالفسق ِو المجونْ
توقف يا زمنْ
تمعن فينا جيدً ا
فلن ترى مثلنا أبدً ا
على مرِّ السنينِ و القرونْ ..!
سامحنا يا زمنْ
أنت كريمٌ طيبٌ
و صُلْحَكَ نأملُ
لكننا لسنا الأجدرْ
أنصحك احترس منا
كن يقظًا و إيانا احذرْ
مهما كنّا صالحينَ إن كنا أصلاً
أنتَ يا زمن أطهرْ
وجودنا ظاهرةٌ لن تجدَ مثلها
هي نادرة ٌ.. بلِ الأندرْ
و إن خِلْتَ نفسَك يومًا عَدَدْتَ ذنوبَنا
هي يا زمنُ أكثرْ
و تأكد أيضًا
إن شاهَدْتَ يومًا أقبحَ ذنبٍ
عندنا يا دهرُ أخطرْ
و إن يومًا أحسنـــَّا إليكَ
و أخذتنا بكَ شفقةٌ
أَعِدُكَ سيدي
غلطةٌ لن تتكررْ ..!
عذرا يا زمنْ
ليس العيبُ فيكَ
بلِ العيبُ منـــَّا
خطؤك أنك احتويتنا
و جزءًا منك كنـــَّا
نحن رمادٌ عابثٌ
متى رأيتَ منا جميلاً
نكون قد جننـــَّا
الآن اشهد عذابنا
راقب عواقبَ أفعالنا
و بها تغنــَّى
حقٌ لكَ ليسَ أبدًا ينكرُ
لكني أدركُ طيبــَــتــَك
ما كانَ هذا أبدًا ما تـــتــمنـــَّـى
لا تحاول انقاذنا
لا تقتربْ بلِ ابتعدْ متى ذلكَ تسنـــَّـى
لا تبكِ علينا
تــَيــَـقـــَّـنْ مطلقًا
إن لـــفَّـــكَ شوقٌ إلينا
و فكرتَ أن تَرُدَّنـــــَا ثانيةً
لنعيشَ مجددًا و نكونَ صالحينَ
أبدًا ما كنـــَّـا ..!