أنا الذي ينام عندما تعصف الرياح
كان لأحدهم مزرعة تقع بجوار الشاطئ، وكان كثيرًا ما يعلن عن حاجته لعمّال، ولكن معظم الناس كانوا يترددون في قبول العمل في مزرعة بجوار الشاطئ؛ لأنهم كانوا يخشون العواصف التي كانت تهب عبر البحر الهائج الأمواج وهي تصب الدمار على المباني والمحاصيل.
وأخيرًا جاء رجل قصير ونحيف، متوسط العمر فقال له المالك: ”هل أنت جيد في مجال الزراعة؟“ فأجاب الرجل: “نعم فأنا الذي ينام عندما تعصف الرياح!“
ومع أنّ مالك المزرعة تحيّر من هذه الإجابة إلا أنه قبِلَ أن يعينه بسبب شدة يأسه من وجود عمال آخرين يقبلون العمل في مزرعته.
أخذ الرجل يعمل عملا جيداً في المزرعة، وكان طيلة الوقت مشغولا من الفجر وحتى غروب الشمس، وأحس المالك بالرضا عن عمله.
وفي إحدى الليالي عصفت الرياح بل زمجرت عالياً من ناحية الشاطئ، فقفز المالك منزعجًا من الفراش، واٍندفع بسرعة إلى الحجرة التي ينام فيها العامل وراح يهزّه وهو يصرخ بصوت عالٍ:“اٍستيقظ فهناك عاصفة آتية! قم ثبِّت كل شيء واربطه قبل أن تطيّره الرياح!“.
استدار العامل في فراشه وقال في حزم:“لا يا سيّدي فقد سبق وقلت لك أنا الذي ينام عندما تعصف الرياح!“
استشاط المالك غضبًا من ردة فعل الرجل، و خطر له أن يطلق عليه النار في التو، ولكنه بدلا من أن يضيع الوقت خرج عاجلا ليستعد لمجابهة العاصفة.
ولدهشته اكتشف أن كل الحظائر مغطاة بمشمّعات، والبقر في الحظيرة، والطيور في أعشاشها، والأبواب عليها أسياخ حديدية وجميع النوافذ محكمة الإغلاق، وكل شيء مربوط جيداً ولا شيء يمكن أن يطير!
وحينذاك فهم المالك ما الذي كان يعنيه العامل، فعاد إلى فراشه لينام بينما الرياح تعصف.
حينما تستعد جيداً فليس هناك ما تخشاه!
هل يمكنك يا أخي أن تنام بينما رياح الحياة تعصف من حولك؟
وهل أنت مستعد للرحيل؟
[i][u][b][right][center]